ورفعت خلال التجمع الذي دعت له المعارضة أعلام البحرين ويافطات وصور لرفض القرار الرسمي الجائر بحل المجلس العلمائي وللتأكيد على أن المجلس العلمائي في ضمير الشعب ومن الوهم تصور إلغاءه أو تعطيله.
المشعل: العلمائي حقيقة دينية لايمكن أن تخفيها السياسة الفاسدة
وأكد رئيس المجلس الاسلامي العلمائي سماحة السيد مجيد المشعل في كلمته بالتجمع، أن المجلس الاسلامي العلمائي حقيقة دينية لا يمكن أن تطفئها السياسة الفاسدة، مثل القرار الجائر الذي صدر من المحكمة الكبرى الادارية تجاه المجلس العلمائي بحله ومصادرة ممتلكاته مثل جريمة كبيرة وانتهاكاً كبيراً للحرية الدينية ولحرية التعبير عن الرأي، لأن المجلس العلمائي وبإختصار كان يمارس دوراً دينياً ويرعى الشأن الديني في هذا البلد.. وكانت الوسيلة الوحيدة لتنفيذ برامجه ولأداء دوره هي الكلمة الصادقة، فأنتم تنتهكون بقراركم هذا الحرية الدينية والكلمة الصادقة..
وأوضح أن هذا القرار يمثل اضطهاداً طائفياً، لأن المجلس الاسلامي العلمائي يمثل الهيئة الأكبر لهذه الطائفة الكريمة، وهو يمثل خصوصية لهذه الطائفة، ومن حقها أن تنظم وضعها الديني وترعى هذا الشأن.
ولفت المشعل الى أن هذا القرار يأتي في حلقة في سلسلة القمع المستمر والانتهاكات الحقوقية المستمرة، فها هي رموزه السياسية وراء قضبان السجون، والشهداء تعرج بين فترة وأخرى، والجرحى يعيشون الألم، والمفصولين عن العمل لا زالو يعانون ضنك العيش، والمساجد لم تسلم، حتى جاء دور المجلس العلمائي.
وشدد على أن هذا القرار يأتي في ضمن هذه السلسلة المستمرة والتي يراد من خلالها أن يركع هذا الشعب ويقهر ليتراجع عن حقوقه، وهي رسالة لهذا الشعب ولهذه الطائفة وللأحرار من هذا الشعب بأنه لا محل لكم في هذا البلد الا أن تكونون عبيداً، ولكنهم نسوا وتناسوا بأن هذا الشعب الذي تربى على الاسلام وارتشف العزة والكرامة من خط علي والحسين وكربلاء الشهادة لا يمكن أن يركع ولا يمكن أن يكون عبداً، وها أنتم تسمعونه ينادي ليل نهار بشعاره الخالد: هيهات منا الذلة.. وتسمعونه يكرر دائماً أن لا تنازل ولا تراجع، ولن نركع الا لله.. لن نركع الا لله..
وأضاف المشعل: هم في وهم عظيم.. وقد انتهى زمن الاستعباد، فالشعب قد اتخذ القرار وقدم القرابين، من أجل اسلامها وأن تعيش عزيزة في بلدها..
وقال: هم يظنون بهذا القرار السياسي ايقاف الحراك الديني في هذا البلد، هيهات.. هذا الوهم يضحك الثكلى.. كلا وحاشى فالمجلس الاسلامي العلمائي ليس سوى هيئة تنظيمة لعمل اسلامي علمائي عميق متجذر في هذا البلد، وان قراركم هذا لا يسوى الحبر الذي كتب به، ولن يتعدى أن تغلقوا مقراً ومبناً، ولكن لن تستطيعوا ايقاف حراك العلماء لأن هذا الحراك يقوم على أيدٍ مخلصة ورائه ثلة من العللماء الرساليين المضحين المتفانين في خدمة الدين، ثم أن الخط العلمائي يحتضنه شعب كريم أبي لا يمكن أن يتخلى عنه فكيدوا كيدكم فلن تستطيعوا أن توقفوا مسيرة العطاء أبداً.
وقال المشعل: أن الجرم الوحيد الذي يحاكم عليه المجلس العلمائي هو أنه وقف بجنب مطالب شعبه العادلة، ما هي الممارسات السياسية التي يقوم بها المجلس سوى ابداء الرأي والكلمة الصالحة؟ أهل هذا محظور على العلماء وهو مباح لكل انسان في هذا البلد؟ نقول لهم أن العلماء والوجود العلمائي والتيار العلمائي سوف يبقى مع شعبه في خندق واحد مسانداً لمطالبه العادلة ومؤيداً لحقوقه الشرعية وداعياً لمواصلة الطريق في ظل المنهج السلمي الذي نؤمن به ونصر عليه، وكنا نستمع دائماً من شعبنا الكريم: معكم معكم يا علماء، وأنا أقول لكم اليوم: نحن معكم يا شعبنا.. وإلى نصر مؤزر يحقق العزة والكرامة لهذا الشعب.
لا تنازل عن القصاص من قتلة الشهداء
وألقت والدة الشهيد فاضل عباس مسلم الذي قتل بالرصاص الحي على يد ميليشيات النظام وقواته وأخفي حاله أكثر من 17 يوما، كلمة في التجمع أكدت فيها على عدم التنازل عن القصاص من قتلة ابنها وقتلة كل الشهداء.
وقالت: أنا عاجزة عن الكلام خصوصاً وأنا أقف أمام هذا الجمع الكريم، قد أتعثر في الكلام وقد ينزل دمعي على حبيبي فاضل الذي حلقت روحه للسماء..
واضافت: هناك رسالة لك حبيبي فاضل.. أناجيك أن ترجع الى حضن أمك فإنها مشتاقة اليه والى رؤياك، مشتاقة الى أن تحتضنك.. فإنها لم تحضى بلحظة وداع..
ووجهت والدة الشهيد رسالة الى الحكومة والى داخليتها ومنتسبيها، أنا لن أتنازل عن قطرة دم نزلت من أبني، وسوف أطلب القصاص.. وأطالبهم بالقصاص..
وقالت: 17 يوماً ونحن نبحث عنه في كل مكان، في كل المستشفيات، في كل مراكز الشرطة ولكن النفي هو ردهم، ليس موجود لدينا.. وليس لدينا علم.. ذهبنا للمستشفى العسكري بعد اصابته بخمسة أيام وقالوا لنا بأنه ليس موجود.. قلنا لهم هو موجود، فسألونا من قال لكم ذلك!!
وتابعت: خرجنا من المستشفى بخيبة أمل، وبعد مضي 18 يوماً يأتون به وهو جثة هامدة!! ولكن لا أقول الا حسبي الله ونعم الوكيل.. ونعم المولى.. فالله خير حاكم ووزير، يحكم بيننا وبين من ظلمنا، نرفع الأكف الى السماء وندعوا عليهم بحق الحسين انتقم لنا ممن قتل أبنائنا، وقتل أبنائنا وسلب حرماتنا.. يا منتقم..
حل العلمائي استهداف واضح للحريات
وفي كلمة للقوى المعارضة أكد الأمين العام لجمعية الوحدوي فاضل عباس على أن آخر الانتهاكات هي حل المجلس العلمائي، حكم قضائي غريب جداً، هذا استهداف واضح للمعارضة وللحريات.
وتابع: سؤال يوجه للنظام البحريني، هل هو يمارس منطق القوة في تعامله مع شعب البحرين؟ فالحديث عن الفتح والسيف والعروبة وهذا التغيير في تاريخ البحرين، هذا المنطق هل هو منطق القوة؟ هذا المنطق سيجلب الدمار على البلد، ولن ينجوا منه أحد..
النظام عليه أن يفهم أن هناك ثروة تسيطر عليها أقلية سياسية، وشعب البحرين لا يمكن أن يقبل أن تستمر هذه الوضعية.
هناك حوار دعيت له المعارضة، كل الجولات السابقة فشلت، على الرغم من ذلك قبلت المعارضة بالدعوة الجديدة، ونتفاجأ الآن بأنه قد حول لجهات اخرى.. وكأننا ندور في حلقة مفرغة.. استمرار الوضع الحالي لا يمكن أن يؤدي الى نتائج..
وقال: في ظل هذا الاستهبال، يقولون بأن هذا حكم القانون، أموال بالمليارات فقدتها ألبا ولم نرى القانون، أراضي وبحور سرقت لم نرى القانون، ديوان الرقابة الادارية والمالية مليء بالفساد لم نرى القانون يطبق، حكم القانون طبق على جمعية العمل الاسلامي فقط، طبق على المجلس العلمائي فقط!، وبالتالي نحن أمام تعثر سياسي وطائفية بغيضة!!
وختم بقوله: هناك حوار موجود في الاعلام وعلى أرض الواقع لا يوجد شيء.