قمع وإعتقالات ومطاردات للمشاركين بمسيرة
تأبينه
تراب أبوصيبع يتلون بدم البطل المقدام الشهيد
أحمد القطان
خاص- شبكة أبوصيبع الإخبارية
لمّ تتأخر قوات المرتزقة البحرينية كثيراً على أهالي أبوصيبع والشاخورة شمال البحرين بعد ستة أيام
من دفن شهيدهم الأول لتقتحم القرية مجدداً بعد خروج تظاهرات سلمية تطالب بالحرية والديمقراطية
لتعاود الجريمة وعلى مقربة من شارع الشهيد الحاج جعفر لطف الله كان قلب الشاب أحمد القطان يبعث آخر نبضات ربيع
شبابة وقدمه تسير نحو الأمام بخطوات قد
تغادر أبوصيبع بشظايا قد لا تختطف ربيعه ، وشظايا قد تكتب ربيعه مع ربيع قافلة
الشهداء سيد أحمد شمس ، وعلي الشيخ ، وعلي مشيمع ، وقف أحمد بعد ان تقدم بضع
خطوات ثابته نحو طريق الشهادة يكشف سلامة
الطريق من القوات المرتزقة قال أحمد للمتظاهرين أن طريقهم سالكة وإذا برجال المرتزقة هي الأخرى تبحث عن طريقها
السالك لتغتال ربيع شباب أحمد وتوقف نبضات قلبه ليصرخ مستنجدا أصدقاؤة بعد أن
تناثرت نبضات قلبة "لا أستطيع أن أتنفس" تراجعت قدمه للخلف كلما تجرّح
قلبه ومشى أخر خطواته على طريق الشهادة.
مسيرات غاضبة بعد الإستشهاد
مخلفات القمع الخليفي تجاة التظاهرات الغاضبة - أبوصيبع-الشاخورة 7أكتوبر 2011 |
بعد ان أنتشر نبأ الإستشهاد عبر الهواتف النقالة وشبكات التواصل الإجتماعية
في مساء الخميس 6 أكتوبر 2011 خرجت حشود غاضبة من مختلف قرى البحرين معبرة عن
فقدان صبرها على سياسيات نظام آل خليفة الوحشي وبدأت مناطق أبوصيبع والشاخورة
الأكثر إشتعالاً فلم تخلو الساحة من النساء اللواتي شاركن الشباب مقاومة رجال
المرتزقة البحرينية ورغم القمع العنيف المتواصل غير ان المتظاهرين الغاضبين لم
يتراجعوا للخلف رغم إستخدام رجال المرتزقة للرصاص الإنشطاري التي قتلت به الشهيد
أحمد القطان بنفس المنطقة فضلاً عن الغازات المسيلة للدموع والقنابل الصوتية
والمطاط ، شباب ونساء أبوصيبع والشاخورة واجهت رجال المرتزقة بثبات وبساله تؤكد
عليها الإصابات الكثيرة التي يرونها قليلة حق الشهيد ليستمر الصمود حتى الساعات
الأولى من فجر يوم الجمعه.
الوفاق : استشهاد القطان على يد رجال الأمن
أكدت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية نبأ استشهاد الشاب
أحمد القطان بمنطقة أبوصيبع أثناء الإحتجاجات السلمية في مساء الخميس وقالت الوفاق
في بيانها أن قوات الأمن البحرينية قتلت الفتى أحمد القطان (16 سنة) على أثر
إصابته بطلق من سلاح الشوزن المحرم دولياً في منطقة أبوصيبع غرب المنامة مؤكدة
على أنّ استشهاد الفتى القطان يأتي ضمن مسلسل القمع الممنهج ضد المطالبين
بالديمقراطية في البحرين.
مرآة البحرين تنشر آخر لحظات الإستشهاد
نشر
موقع مرآة البحرين المختص بالشئون البحرينية وثورة البحرين التفاصيل الأولية لإستشهاد الشاب القطان وقال
الموقع أن أحد المتواجدين بمكان الإستشهاد وجه نداء عبر التويتر كان مخنوقا "أرجوكم أرجوكم
الصبي بأبوصيبع مصاب شوزن مايستجيب شكله مات ساعدونا ساعدونا"، كان النداء
يائساً، وربما متأخراً، في هذا البلد الذي يمنع فيه المصابون من الحصول على حق
الحياة، يغدو هذا النداء الخجول أقصى ما يمكن فعله، أول استجابة للنداء كانت من
الحقوقي يوسف المحافظة بعد ربع ساعة، رد على التغريدة المخنوقة "أرسلت لك على
الخاص"، العلاج الذي يصبح هنا جريمة، لا يمكن الإفصاح عن ملائكة الرحمة الذين
يتنقلون خفيةً، يحاولون إنقاذ ما يمكن إنقاذه، بعد دقائق يعلن المحافظة عبر تويتر
عن وجود طلق في (ابو صيبع) على الشباب المتظاهرين، بعد ساعة يكتب مجدداً:
"للتو خرجت من مستشفى البحرين الدولي اعلن لكم استشهاد الطفل أحمد علي القطان
16 عاما بعد إصابتة برصاص الشوزن في (ابو صيبع)" ، صاحب النداء التقته مرآة البحرين،
قال: "أرسلت نداء
استغاثة إلى أشخاص محددين، من الحقوقين والوفاق وشبكة نسيج، كنا عاجزين كلياً،
شعرنا أننا نفقده، لم نستطع استعادة أنفاسه، عوضاً عن نبضه، بعض النبض تبقى، لكنه
ما لبث أن اختفى، كنا نمتلئ رعباً لأننا لم نعرف كيف ننقذه، لم يستجب لنا ولم
يتحرك، لهذا أطلقت هذا النداء، سألته: هل كان خائفاً حين أصيب؟ قال: أبداً، لم
يصرخ، لم يرتعب، هو فقط قال: أريد أن أتنفس، خلف غرفة توليد الكهرباء، اختبأ أحد
المتظاهرين، شاب صغير السن، هرع إلى الشهيد حين سقط، حمله، وركض به، تلقفه بعض
المتظاهرين ومضوا به بين المزارع، كنا نخشى أن نسلك الطريق العام كي لا تلحقنا
قوات الشغب ويعتقلوه، قصدنا أحد بيوت القرية، حين حمله الشباب ومضوا به، تقدمت
مجموعة أخرى من المتظاهرين لمنع القوات من التقدم، إلى حين نمضي بالشهيد لمكانٍ
آمن، لقد كان نبضه يختفي، كما اختفت كلماته، المسعف والطبيب الذين عايناه، لم يجدا
أثراً للنبض، لكنهما طلبا نقله للمستشفى، ربما يمكن إسعافه.
وبخصوص تفاصيل نقله للمستشفى قال الموقع أن صديقه الشخص الأخير الذي ناداه قائلاً:"أحمد، احملني،
أريد أن أتنفس" يقول: قبل أيام بعث لي صورته على الهاتف، قال هي للذكرى، هل
كان إنسانه يستشعر قرب الرحيل، عندما حملناه لم يكن يعرف أنه سيموت، لم نكن لنصدق
أنه سيموت، نقلناه للمستشفى، وضعوا عليه الأجهزة، حاولوا إنعاشه، هي فقط ربع ساعة،
وأعلنوا وفاته، طلبوا منا الرحيل بسرعة خشية اعتقالنا، هربنا، رغم أننا لم نقتل
أحمد، وظل من قتله آمناً، لا يحتاج للهرب، كان يمضي نحو قدره، جميعنا استشعرنا
الكمين، اختبأنا وتراجعنا، إلا هو، بقي يتقدم، كان يشده لهناك شيءٌ آخر، كان يتقدم
وكأنما أراد حقاً أن يكون الشهيد التالي.
يقول
الموقع ناقلاً عبر التويتر مجددا تتكرر الإستغاثة عبر
تويتر من جديد، تطلب من أي محامي أن يتواجد معهم، لم يمض وقت حتى كتب المحامي محمد
الجشي عبر حسابه بتويتر: " من حق أهل الشهيد أن يحضروا جميع إجراءات الفحص
والتشريح بنفسهم وبمن يرونه مناسبا لكي لاتضيع معالم الإصابات من التقرير الذي
يعدة الطبيب الشرعي، إن عدم السماح لأحد من الحضور في داخل المشرحه يدعو للقلق من
احتماليه التلاعب بنتائج الفحص" كانت مسافة الطريق تفصلهم عن الحضور، بوقت
قصير، حضر (الجشي) برفقة أحد محققي لجنة بسيوني، اضطر العسكر للسماح للمحامي
والمحقق بالدخول إلى المشرحة، من هناك كتب الجشي عبر حسابه بتويتر: " الآن
أنا متواجد في مشرحة مستشفى السلمانيه برفقة لجنة بسيوني". بعد وقت يكتب
مجدداً: " عاجل الطبيب الشرعي يؤكد لنا بأن سبب الوفاه ناتج عن إصابه الشهيد
بالطلقات الانشطارية، إحدى الطلقات اخترقت جسد الشهيد ووصلت إلى القلب وأدت إلى
نزيف حاد في القلب مما أدى إلى وفاة الشهيد كسبب مباشر"
وردّت وزارة
الداخلية عبر التويتر أيضا
وزارة الداخلية أعلنت عبر حسابها بتويتر " تلقت غرفة العمليات
بلاغاً من المستشفى الدولي يفيد بإحضار أحد المصابين، عقب ذلك تبين بأن الشخص
توفي، حالياً جاري التحقيق لمعرفة أسباب الوفاة" ثم أضافت عبر تغريدة أخرى:
"يشير تقرير المستشفى الدولي بأن سبب وفاة المدعو أحمد جابر يعود لهبوط حاد
في الدورة الدموية والتنفسية مما أدى لتوقف القلب" الدكتور قاسم عمران يعلق
عبر التويتر: " كل البشر تهبط دورتهم الدموية عند الوفاة. سبب الوفاة هو ذلك
الذي يتسبب بهبوط الدورة الدموية عند المتوفى وفي حالة شهيد اليوم هو الرصاص"
لم تلبث وزارة الداخلية أن عادت لديدنها المعهود، الأمر بحاجة إلى تدارك، تنشر
مجدداً عبر تويتر: "تجمهر20شخصاً في ابوصيبع الساعة 21:18 وقيامهم بقطع الطرق
ورشق رجال الامن بالحجارة والمولوتوف فتم التعامل معهم بمسيلات الدموع والطلقات
الصوتية"، بعد إعلان المحامي الجشي أن سبب الوفاة هو الشوزن، الداخلية
تعود لتدارك الأمر من جهةٍ أخرى قبل أن يتهاوى عليها، وعبر تويتر أيضاً: "تقرير
الطبيب الشرعي للنيابة العامة يفيد بأن وفاة أحمد جابر نتيجة إلى إصابة نارية رشيه
(شوزن)، وتعلن أخيراً:"وزارة الداخلية تبدأ بالتحقيق الفوري في واقعة وفاة
أحمد جابر".
وبعبارة "مشروع الموت"أختتم موقع مرآة البحرين الخبر هل
كان موت أحمد مفاجئاً له؟ هل حقاً كان خائفاً من الموت؟ أيريد النجاة مما لحق به؟
لا نظن ذلك فعلاً، فالشاب الشهيد لم يكن الأمس موعده الأول مع الموت، فقبل شهر من
الآن، بالتحديد في السادس من سبتمبر أصيب برصاص الشوزن في أنحاء متفرقة من جسده،
وقبلها كان له نصيب من ذلك أيضاً، الشهيد الشجاع اعتاد جسده تلقي الشوزن، من أجل
الوطن، من أجل الحرية، من أجل الكرامة، من أجل الأجيال القادمة التي ستنعم بمساحة
وطن فوق صدره العاري.
أبوصيبع .. إنطلاق قافلة الشهيد
من
أبوصيبع مجدداً بدأت مراسيم التشييع المهيب للشهيد القطان وبدؤا بتغسيل جثه الشهيد
وتجهيزه لموكب التشييع ، سرعان ما أنتهى المغسلون من ذلك حتى خرجت جثه القطان
تتلاقفها أيدي الأصدقاء والمحبين بغضب تصرخ "يسقط ..حمد" ليتربع الشهيد
فوق أحد السيارات التي خُصصت لزفافة للجنان وتبدأ القافلة تتحرك بإتجاه بقية شهداء
ثورة اللؤلؤ مرورا بمكان الإستشهاد وسط أبوصيبع تعتلي الصيحات "بالروح بالدم
نفديك يا شهيد" وصولا للشارع الرئيسي الذي ضاق بالحشود حتى أمتدت القافلة على
الشارعين وتتوقف حركة المرور لحين مرور القافلة ، توقفت القافلة بعد أن بحّ صوتها
وهي تطالب بدم الشهيد والإنتقام من القتلة والرضوخ للمطالب أو الرحيل عن الأرض
شعارات كانت يحفظها الصغير قبل الكبير للصلاة عليها بإمامة السيد سعيد الوداعي
بالتكبيرات والتهليلات أختتم الصلاة لتستأنف القافلة طريقها نحو قرية الشاخورة مسقط رأس الشهيد وكلما
تقلصت المسافة أشتد الغضب وغلىّ الدم الثوري الذي مازال جاريا في أجساد البحرينيين
منذ الرابع عشر من فبراير حتى يتحقق الإنتصار الموعود للحرية والكرامة.
العودة إلى الشاخورة
أحمد
القطان الذي لم يودّع قريته الشاخورة قبل أن يرحل للمشاركة في الإحتجاجات بقرية
أبوصيبع في مساء السادس من أكتوبر 2011 أخيرا يعود لها ممزق الفؤاد ومنشطر
الشرايين لا يرى سوى أمهات تبكيه وأباء ترثيه وشباب يفديه ، مقبرة الشاخورة التي
تحوي الشهيدين محمد جمعه وعباس الشاخورة والعلامة الشيخ حسين العصفور وعدد من
العلماء شاركت أيضا بزفاف الشهيد الثالث
لقرية الشاخورة الشهيد أحمد القطان ويرحل معهم في ساحة العدل الإلهي في الجنان
التي يُخلد في المظلومين وبعيداً عن الجحيم التي ستظل تنتظر القتلة.
ماذا يريد الشهيد أحمد القطان ؟
بعد اعتراف وزارة الداخلية بشهادة الشهيد القطان والدعوة للتحقيق في ملابسات الوفاة هل ينصف القضاء الذي ما يزال يبرئ القتلة والمعذبين والمتورطين في إنتهاك حقوق المواطنين الشهيد القطان ؟!
إرسال تعليق
مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ