خاص – شبكة أبوصيبع الإخبارية
نشرت شمس جمعه 9 مارس اشعتها الدافئة على شوارع ومنازل وأزقة ومزارع ونخيل
ومساجد ومنارات أبوصيبع ، من بين ثقوب السجون المظلمة والقبور المهدمّة والبيوت
المُقتحمة كانت تشّع ، حملت معها ضوء أرواح القصاب والقطان ولطف الله وسكينة التي
غابت قبل شروقها ، حرض ضوئها الدافئ الطيور لتنشر تغاريد يوم جديد مشرق لا تستطيع
ساعات وأيام وشهور الظلام ان تحجب نوره مهما كان دامساً.
لم تكن الطيور وحدها المغرده في هذا الصباح فالناس قبل بقية الكائنات كانت
تبحث عن الضوء ، بدأ أهالي أبوصيبع في
تلبيه نداء البحرين مبكراً فالجميع في الشارع منذ الصباح منشغلون بتلوين
القرية بألوان الحب والمودة لضيوف القرية من أبناء الشعب في 9 مارس وألوان
المقاومة والشجاعة لأعداء القرية من أعداء الوطن بعد 9 مارس ، تبشر أبناء الشعب بالنصر المؤزر
في 9 مارس وتنذر أعداء الشعب بالمصير
المظلم بعد 9 مارس.
تفرقت الجموع قبيل اذان جمعه 9 مارس لأداء فريضة الظهرين وبعد ساعة ضاقت
الشوارع الرئيسية المحيطة بأبوصيبع بالجموع الغفيرة المتجهه نحو القرية لتناول
وجبات الضيافة، وبعد ساعة امتلئت الشوارع الفرعية المؤدية للشارع العام بالحشود
الضخمة التي امتدات على طول أبوصيبع والمنطقة المحيطه بها لتبدأ أبوصيبع في رسم
ملامح طوفان التاسع من مارس قبيل دقائق من إنطلاقه.
هجرّت جمعه 9 مارس أهالي أبوصيبع من منازلهم ولم يبقى طفل او شيخ او معاق
إلا وحمله الطوفان الى منزله الأول الذي لن يرى فيه سوى الأمن والعدل والخير
والصلاح فالجور والظلم والخوف والشر والفساد قد دفن ولن يحلم بالعودة أو العيش بيننا بعد 9 مارس.
